9/24/2009
الأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية المدنية : إعادة اكتشاف الأرض
في البدء كان الهدف من الأقمار الصناعية هو هدف عسكري محض . ففي عام 1960 أطلق الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة عشرين قمراً صناعياً كلها كانت لأهداف عسكرية . و فيما بعد تبين أن هذه الأقمار يمكن استخدامها لأهداف مدنية ، كما سنرى في الأسطر التالية . و الحقيقة أن مالكي الأقمار الصناعية أخذوا يبيعون المعلومات التي تحصل عليها إلى الدول المعنية. و يقدر أن ما تدره هذه التجارة بحوالي سبعة و ثلاثين مليار دولار سنوياً . و هكذا فإن الاقتصاد أيضاً يستفيد من ذلك ، كما أن هذه العوائد يمكن استخدامها أيضاً في تغطية بعض تكاليف الأبحاث العلمية العسكرية الفضائية .
و كما أسلفنا في المقدمة ، فإن الأقمار الصناعية أخذت تصيغ حياتنا اليومية من إتصالات مختلفة (هاتف، فاكس ، إنترنت ) و بث تلفزيوني و مسح فضائي . فيما يلي بعضاً من مهمات الأقمار الصناعية في الأغراض المدنية :
- إن برامج أقمار الإتصالات تعد من أنجح ثمار غزو الفضاء ، إذ ربطت العالم كله بشبكة كثيفة من أقمار الإتصالات و البث التلفزيوني . و هذه الأخيرة تثير قضايا عديدة تتعلق بالهيمنة الثقافية و التأثير في وعي الناس وعلى الرأي العام كناتج للهيمنة التكنولوجية . و لكأن العالم بفضل هذا الإتصال أصبح قرية كونية صغيرة
- المسح الفضائي للموارد جعل من الأرض كرة معلقة في الهواء ، يستطيع الإنسان الوصول إلى أية نقطة فيها ، بحثاً عن الموارد المائية و المياه الجوفية و الثروات البترولية و المعدنية و المواقع الأثرية المطمورة . كما أنها تقوم بكل أنواع المسوحات الجيولوجية و الطبوغرافية .. إلخ
- تصور هذه الأقمار كل ما يقع تحت مداراتها من معالم ، سواء شاءت هذه الدول التي تمر فوقها أم لم تشأ ، و لذلك أصبح العالم أمام تكنولوجيا جديدة ، جعلت المجتمع الدولي ، و كأنه غابة منتهكة الأسرار أمام عدسات أقمار الدول الكبرى دون سواها .
- ربط العالم بالبث التلفزيوني و الإذاعي و التلفوني و الخلوي
- ربط أسواق و بورصات العالم بعضها ببعض، مما يسمح بتحقيق صفقات و مبيعات بملايين
الدولارات في كل ثانية
- نقل المناسبات و الأحداث و المؤتمرات و العمليات الجراحية و الإسهام في إنقاذ أرواح
الملايين من البشر .
- الأرصاد الجوية والتنبؤ بأحوال الطقس و رصد و متابعة المتغيرات المناخية مما يسمح بتقليل خسائرالنكبات و الكوارث بالاستعداد لها و التحذير منها قبل وقوعها .
- توفر الأقمار الصناعية للعلماء البيانات و المعلومات الضرورية للزراعة و التعميرو الدراسات السكانية و رسم الخرائط و شق الطرق و تخطيط المدن و متابعة تحرك الرمال
و تآكل الشواطىء و مراقبة حرائق الغابات
- اكتشاف الآفات الزراعية و متابعة هجرة الطيور و الحيوانات و تحديد أماكن صيد الأسماك في المحيطات و مكافحة التصحر و اكتشاف مصادر التلوث
- تنظيم المرور البري و الجوي و البحري باستخدام نظام الملاحة العالمي GPS .
- تقليل أثر الكوارث الطبيعية بتحذير سكان المناطق المهددة في وقت مبكر و في أعمال الإغاثة
و الإنقاذ في كوارث الإنهيارات الجليدية و منصات البترول في وسط المحيطات .
- متابعة نمو المناطق العشوائية
- التعليم و محو الأمية ، الإعلام و التوعية
- تمثل الأقمار الصناعية الوسيلة المثلى لمسح المحيطات التي تمثل نسبة كبيرة من سطح الأرض ، يصعب متابعتها بالطرق التقليدية . و كان أول قمر صناعي يخصص لهذا الغرض هو القمر الأمريكي Seasat الذي أطلق في عام 1978 م .
- المسح الفضائي و الاستشعار عن بعد ( = إعادة اكتشاف الأرض ) : هو أكبرالتطبيقات وعداً
وأحفلها بالآمال لمستقبل البشرية .
- إمكانية دراسة آثار إنشاء السدود و حفر القنوات و إنشاء البحيرات الصناعية و تجفيف البحيرات الطبيعية و استغلال المناجم ، في ضوء تكاملها مع البيئة المحيطة و تأثيراتها بعيدة المدى ، كما يمكن متابعتها بحيث تعالج آثارها في إطار هذه الصورة المتكاملة .
- والأقٌمار الصناعية هي الوسيلة المثلي لدراسة واستكشاف منطقة الربع الخالي في الصحراء العربية ، و ذلك لصعوبة الوصول إليها بالطرق التقليدية . و بالفعل ، تمكنا هكذا من تحقيق نتائج باهرةبالاستشعار عن بعد .
- أصبحت دول عديدة تنشر صحافتها بواسطة الأقمار الصناعية و ذلك للتغلب على وجود صعاب طبوغرافية ، كسلاسل الجبال ( كما في الجزائر ) أو كثرة الجزر ( كما في اليابان و الفليبين و إندونيسيا ) أو بسب إتساع البلد كما في الصين ... إلخ .
- إنها باختصار تكنولوجيا تترك أثرها على كل نشاط بشري ، بل و تعيد صياغة رؤية الإنسان و موقعه بالنسبة لمجتمعه و بيئته و إقليمه و عالمه و الكون المحيط به .
- صحيح أن الأقمار الصناعية في خطواتها الأولى كانت في خدمة احتياجات الأمن و الدفاع العسكري ، لكن سرعان ما يصبح للأمن القومي الأولوية في الأمر ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن مفهوم هذا الأمن قد تغير و اتسعت ضفافه ، لتشمل ما هو سياسي و ثقافي و اقتصادي اجتماعي ...إلخ .
- إن الصورة العامة لمثل هذه الإنجازات في مجال الفضاء تشير بالقطع إلى أن هذا الإستثمار العلمي و التقني كان واحداً من أنجح الإستثمارات و أكثرها عائداً ، ربما على مر التاريخ ، ناهيك عن أن هذه الاستخدامات جعلتنا نفهم و نتعرف على عالمنا بشكل أفضل .
مهمات الأقمار الصناعية العسكرية
لا تخصص الأقمار الصناعية للإستحدامات المدنية إلا عندما تكتفي أو تنتفي حاجة الدول المتقدمة إلى الجانب المخابراتي و العسكري ، بعدها تتحول الأقمار للإستخدامات المدنية . و للحقيقة فإن الإستخدامات العسكرية هي التي تقف وراء تطور و نمو و تقنية و دقة و سعة مثل هذه الخدمة ، و بالتالي ستظل الإستخدامات العسكرية هي الأكبر في هذا المجال :
- القمر الصناعي التجسسي ( ك ه-11) التابع لوكالة الإستخبارات الأمريكية مثلاً ، يستطيع تصوير أشياء لا تتجاوز أقطارها بضعة سنتيمترات . و هناك أقمار و مركبات و محطات فضائية تجسسية مزودة بمختلف الأجهزة و الأشعة و بكاميرات دقيقة جداً تصل قدرة تمييزها أحياناً إلى عدد من الملليمترات ، أي تستطيع قراءة ما نكتب
- ساليوت + مير MIR + كولومبيا + تشالينجر + ISS ... إلخ كلها قامت بتجارب عسكرية لا حصر لها
- أصبحت الأقمار الصناعية العسكرية مثل الأذن و العين الساهرة التي لا تنام وبمثابة الجهاز
العصبي المركزي عند الاستراجيين العسكريين . مسألة الحصول على المعلومات ، توازي في أهميتها أثناء الحروب و التوترات دور السلاح إن لم يكن أكثر ، لذلك فهي تعتبر بمثابة حلقة
أساسية في سلسلة النظام العسكري التقني الحديث و أدت إلى تغير ملموس في طبيعة الاستراتيجية العسكرية . و تقوم هذه الأقمار بالمهمات الاستطلاعية و القتالية التالية :
الإتصالات + الإستطلاع و الإستكشاف + الإنذار المبكر + متابعة الأحوال الجوية + التحليل السريع + الحرب الألكترونية ( التنصت + التشويش ) + مراقبة الصواريخ و الجيوش و الانفجارات النووية + الجيوديزياء + توجيه الصواريخ و القذائف + التصوير + تحديد أماكن الغواصات
- لذلك كان الاهتمام الكبير بتطوير أسلحة لتدمير الأقمار الصناعية العسكرية، مثل: الليزر + شحنات متفجرة + أقمار صناعية قاتلة + مركبة صغيرة للإصطدام بها + ضرب مراكز الإتصال على الأرض
- بعض الأقمار الصناعية التجسسية يدفع بها إلى مدارات إنتظار، وحين يكون هناك حاجة لها، فإنها تدفع إلى المدارات المطلوبة كي تبدأ مهامها.
- نظام الملاحة العالمي GPS يتكون من مجموعة أقمار صناعية أمريكية ( أربعة و عشرين قمراً ، منها ستة كأقمار احتياط ) يستطيع تحديد موقع أي شخص أو سيارة أو طائرة أو سفينة أو غواصة بدقة متناهية . و يمكن استخدام هذا النظام أيضاً للأغراض المدنية . و أمريكا تريد احتكار هذا النظام ، و لم تسمح لأوروبا بأن تطور نظاماً شبيهاً له ، يعرف بإسم " غاليليو " .
- بعدما وضعت حرب الخليج الثانية أوزارها ، أصبح العراق مراقباً بواسطة خمسين كاميرة فيديو ، تشكل شبكة واسعة مرتبطة بأجهزة تنصت تحكمها جميعاً أقمار التجسس الأمريكية ، لنقل أقل التفاصيل عن ( 150 ) موقعاً عسكرياً و صناعياً في العراق . و عندما حاول العراق نقل حشودات عسكرية على الحدود الفاصلة مع الكويت ، كشفت تحركاته بهذه العدسات خلال دقائق
- و يقدر الخبراء العسكريون بأنه قد أطلق لأغراض حربية منذ بداية 1957 و حتى الآن ما يزيد على 2800 قمر صناعي أو أكثر ، و هذا ما يعادل 57 % من مجموع الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض . و لأن الأقمار الصناعية للأغراض المدنية هي مزدوجة الهدف ، أي يمكن إستخدانها أيضاً للأغراض العسكرية ، لذلك بقول المختصون بأ ن ثلثي الأقمار الصناعية تستخدم للأغراضالعسكرية و كذلك فإن ثلاثة أرباع الإنفاقات على الشؤون الفضائية هي للأغراض العسكرية .
غـرائـبـيـات
و في أثناء تجميع الوثائق لأجل هذه المقالة ، وقعت بين يدي مواضيع مثيرة للعجب بشأن الأبحاث العسكرية الأمريكية ، تستحق أن نفرد لها مقالة طويلة في المستقبل ، لم أجد مسمى يصلح لها سوى كلمة : " غرائبيات " . هذه بعض الأمثلة :
( 1 ) الأطباق الطائرة :
نفهم من بعض المراجع أنه لا توجد مؤسسة علمية وحيدة و جادة في العالم تدرس و تلاحق موضوع الأطباق الطائرة سوى المؤسسة العسكرية الأمريكية ، للإستفادة من ذلك عسكرياً . و لقد كنا نسمع كثيراً بأن الشكوك كانت تحوم حول هذه الأطباق الطائرة على أنها نوع من الأسلحة الفعلية .
( 2 ) قصص الخيال العلمي :
يدرس العسكريون الأمريكيون قصص الخيال العلمي بكل جدية من أجل تطوير الأسلحة . و يقول البعض ، لماذا لا يحق لهم ذلك و لدينا أمثلة عن تحقيق ما جاء في بعض قصص و أفلام الخيال العلمي :
جول فيرن تنبأ بالغواصة و آرثر كلارك تنبأ بقمر الإتصالات و باميلا سارجنت وصفت الانترنت ، أيضاً في الثمانينات من القرن العشرين ، نشاهد سلاحاً يطلق على الإنسان فيبدأ لحمه بالتحول إلى سائل ، ينزل على شكل قطرات على الأرض . و قيل أن مثل هذا السلاح غير التقليدي قد استخدمه الأمريكيون في معركة مطار بغداد ( نيسان 2003 ) .
( 3 ) الباراسيكولوجي و التنجيم : هناك مقالات عربية مترجمة عن الصحف الأمريكية الجادة ، بأن الأمريكيين قد استخدموا المنجمين و كذلك ذوي القدرات الخارقة للتنبؤ بمكان و تصرفات صدام حسين أثناء حرب 1991 . و في عام 1996 دار نقاش حامي الوطيس ما بين الاستخبارات المدنية و الاستخبارات العسكرية الأمريكية حول جدوى مثل هذه الأيحاث و الاستخدامات . أغلق باب " التنجيم " رسمياً ، ثم أعيد افتتاحه قبل بضعة اسابيع ، بحجة ضرورة العثور على بن لادن . و أثناء حرب احتلال العراق قرأنا في الصحف أن إسرائيل أخذت في تجنيد المنجمين لغرض البحث عن صدام حسين .
( 4 ) و تجري المؤسسة العسكرية أبحاثاً جادة حول قصص السحر والشعوذة عند كل الشعوب ، و على الأخص الشعوب البدائية : ادعى ( كايسي ) أنه يستطيع حفظ نص كتاب كامل بمجرد وضعه تحت الوسادة أثناء النوم . و ادعى آخرون أنه بمجرد لمسهم لبعض الأشياء ، يستطيعون معرفة الكثير عن صاحب الشيء.
( 5 ) أيضاً تدرس الأسلحة الواردة في الأساطير و الملاحم القديمة و في الروايات المتوارثة عند الشعوب البدائية . هذه أيضاً تشحنهم بالأفكار " الخلاقة " لتطوير أسلحة دمار ، يقال عنها أنها " ذكية " تارة أو نظيفة تارة أخرى و في الحقيقة يمكن وصفها بالعنصرية لأنها مخصصة لإبادة جنس معين من المجتمعات الإنسانية . قصص الجدات حول " طاقية الخفاء " و" بساط الريح " ، ألم تصبح حقيقة في عصرنا : الطائرة الشبح مثلاً و هناك أحاديث عن أسلحة سرية في المختبرات حول دبابات لا ترى ، و جنود لا يمكن رؤيتهم ، ... إلخ .
( 6 ) مخلوقات مستنسخة كما في الأساطير ، حيوان ضخم له أعضاء من حيوانات مختلفة : رأس فيل و قدما فرس و أجنحة حشرات ... إلخ . هذه المخلوقات المستنسخة ، لها مهمة واحدة هي القتال و إخافة الأعداء . حرب الهندسة الوراثية . و في هذا السياق ، يتحدثون عن إمكانية استنساخ " نباتات حارسة " مهمتها الكشف عن المتفجرات و أسلحة الدمار الشامل . و تحدثت الصحف في الأسابيع الآخيرة ، عن أن اليابانيين نجحوا في زراعة رؤوس القردة على جسم إنسان .
حروب المستقبل
# جيوش بدون جنود و بواسطة الروبوتات
# تسخير قوى الطبيعة ، كالزلازل و الفيضانات و البيئة و المناخ و البحار و الأنهار و أمطار
حامضية و توجيه النيازك إلى مواقع العدو على الأرض و في الفضاء ... إلخ .
# أيضاً حروب في الفضاء
# مخلوقات مستنسخة
# تجارب ممنوعة تطبق في الفضاء : بيولوجية ، كيماوية ، نووية ... إلخ . و يرى البعض أن أمراض الإيدز و الالتهاب الرئوي ما هي إلا نتاج تجارب بيولوجية خرجت عن السيطرة ، و كانت قد أجريت بعيداً عن أراضي الولايات المتحدة للحد من أضرارها محلياً .
# حروب القرصنة في الفضاء كما في البحار في القرنين السابع عشر و الثامن عشر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يقول الله تعالى:( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ). أستغفر الله وأتوب إليه.
نتشرف اخي اختي الزائر(ة)بوضع بصمتك في المدونة بتعليق،و الابلاغ على
اي رابط لا يعمل (صورة ، فيديو ، او روابــــط تحميل...)