الفيل القرطاجي هو إحدى السلالات المزعومة لفيل السفانا الإفريقي، كما يعتبر بعض العلماء، أو هو فصيلة فيلة مستقلة بذاتها كما يرى البعض الأخر، و التي كانت تستوطن شمال إفريقيا بكامله إلى أن إنقرضت خلال فترة سيادة الإمبراطورية الرومانية. وهذه الأفيال هي نفسها التي استخدمها القرطاجيون خلال الحروب البونيقية لمقاتلة الجيوش الرومانية، وعلى الرغم من تصنيف هذه السلالة سابقا إلا أن هذا التصنيف لا تعترف به فئة واسعة من العلماء. يعرف الفيل القرطاجي بأسماء أخرى عديدة منها: الفيل الشمال إفريقي، فيل الغابات الشمال إفريقي،و فيل الأطلس. كان موطن هذه السلالة يمتد، كما يعتقد، عبر شمال إفريقيا وصولا إلى السواحل السودانيّة و الإريتريّة الحاليّة.
وصف السلالة:
يظهر التصوير الجصّي القرطاجي، كما النقود المعدنية التي تعود لتلك الفترة والتي صنعتها الشعوب المختلفة التي سيطرت على شمال إفريقيا في فترات معينة، فيلة صغيرة جدا (يبلغ علوّها على الأرجح قرابة 2.50 أمتار، أي 8.35 قدما عند الكتفين) ذات آذان كبيرة و ظهر مقعّر نمطيّ كما ظهر أصناف الفيلة المنتمية لجنس الفيل الإفريقي (بالإنكليزية: Loxodonta = لوكسودونتا). كان الفيل القرطاجي أصغر حجما من فيل السفانا الإفريقي، و يعتتقد بأنه كان يماثل فيل الغابات الإفريقي في القد، كما يحتمل بأنه كان أكثر وداعة من باقي سلالات فيل السفانا الذي يعتبر إجمالا غير قابل للترويض، مما سمح للقرطاجيين باستئناسه بواسطة طريقة لم تعد معروفة حاليّا. وبما أن هذه الفيلة كانت صغيرة جدا مما لم يكن يسمح بتحميلها برج حربيّ، فأنها على الأرجح كانت تمتطى كالخيول.
التصنيف العلمي
المملكة : الحيوانات
الشعبة : الحبليات
الطائفة : الثدييات
الرتبة : الخرطوميات
الفصيلة : الفيليّات
الجنس : الفيل الإفريقي: Loxodonta
النوع : الإفريقي: africana
السلالة : الفرعونية: pharaohensis
الإسم العلمي : loxodonta africana
pharaohensis
المملكة : الحيوانات
الشعبة : الحبليات
الطائفة : الثدييات
الرتبة : الخرطوميات
الفصيلة : الفيليّات
الجنس : الفيل الإفريقي: Loxodonta
النوع : الإفريقي: africana
السلالة : الفرعونية: pharaohensis
الإسم العلمي : loxodonta africana
pharaohensis
تاريخ السلالة و علاقتها بالإنسان:
بعد أن قام الرومان بغزو صقلية (عام 242 ق.م) حاولوا أن يقبضوا على مجموعة من هذه الأفيال كان القرطاجيون قد تركوها طليقة في وسط الجزيرة، إلا أنهم فشلوا في تحقيق ذلك. كما كانت الفيلة التي إسخدمها هنيبعل لاجتياز سلسلة جبال البرانس و الألب ليغزو إيطاليا خلال الحرب البونيقية الثانية (218 - 201 ق.م) تنتمي لهذه السلالة، عدا الفيل الخاص بهنيبعل و المسمّى "سوروس" (بمعنى "السوري" أو ربما أيضا "الوحيد الناب") حيث يعتبر بالإستناد إلى إسمه و حجمه الضخم الموثّقين بأنه ينتمي إلى السلالة السوريّة من الفيل الآسيوي، وهي السلالة الأكثر إنتشارا إلى الغرب من سلالات الفيل الآسيوي، و التي إنقرضت الآن أيضا.
لوحة من عام 1510 تظهر حنبعل على ظهر فيل يشبه الفيلة القرطاجية، وهو يجتاز الألب
وقد قام البطالمة أيضا باستئناس هذه الفيلة و تدريبها على خوض المعارك سواء في مصر أو في بلاد الشام و فارس، وقد ذكر المؤرخ اليوناني بوليبيوس في مؤلفه "التواريخ" كيف أن هذه الأفيال كانت غير مجدية في الحروب عند مواجهة الفيلة الهندية الأكبر حجما والتي استخدمها الملوك السلوقيون. وقد ورد في إحدى المخطوطات البطليميّة تعدادا لأصناف الفيلة الحربيّة، حيث قيل أن هناك ثلاثة أنواع منها هي: الفيلة الليبيّة (أي الشمال إفريقيّة)، و الحبشية، و الهنديّة؛ و يفاخر الملك البطليمي بنفسه في هذه المخطوطة على أنه أوّل من دجّن الفيلة الحبشيّة، وهي جمهرة يفترض بأنها مماثلة تماما لإحدى فصيلتي الفيلة الإفريقيّة الباقية على قيد الحياة اليوم.
يعتقد بأن هذه السلالة إنقرضت بعد بضعة عقود من إحتلال الرومان لشمال إفريقيا (خلال القرن الثاني على الأرجح) بسبب الصيد المفرط الذي كان يمارسه الأثرياء، حيث كانو يخرجون بشكل شبه دائم إلى البرية لصيد الطرائد الغريبة و المثيرة للإهتمام من شاكلة الأسود، الفيلة، الجمال، و الأيائل. تفترض بعض السلطات أن هذه الحيوانات استمرت بالتواجد في جمهرات صغيرة على طول الساحلين السوداني و الإيريتري حتى منتصف القرن التاسع عشر، ولكن حتى ولو كان ذلك صحيحا فهي قد إنقرضت اليوم بشكل مؤكد.
مسألة التصنيف:
يختلف العلماء حول أصل هذه الفصيلة، حيث يعتبر البعض منهم بأنها سلالة لفيل السفانا الإفريقي، و يرى أخرون بأنها جمهرة من فيلة الغابات الإفريقية، بينما يرى البعض الأخر أنها تشكل فصيلة مستقلة بذاتها. و لحل هذه المشكلة يمكن اللجوء إلى تحليل جدلية الحمض النووي القديمة بحال وجد أي أفراد يؤكد إنتمائهم لمنطقة شمال إفريقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يقول الله تعالى:( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ). أستغفر الله وأتوب إليه.
نتشرف اخي اختي الزائر(ة)بوضع بصمتك في المدونة بتعليق،و الابلاغ على
اي رابط لا يعمل (صورة ، فيديو ، او روابــــط تحميل...)