8/17/2010

صوموا تصحوا

رغم اختلف علماء الحديث في صحة حديث "صوموا تصحوا". الأطباء والباحثون اتفقوا على صحة مضمونه الذي لا يتناقض أبداً مع عبادة الصوم التي فرضها الله على عباده المؤمنين في شهر رمضان من كل عام. وقد اهتم أطباء المسلمين بالجانب الصحي لهذه العبادة ودرسوا تأثيرها على الجسم بهدف معرفة الأمراض التي تمنع المسلم من الصوم. ولكن ظهرت الكثير من المفاجآت أمامهم التي دفعت البعض لوصفها بالإعجاز العلمي حيث اكتشفوا أن هذا النوع من الصوم مفيد جداً للجسم وفي عدة أشكال.

بدايةً، يرى الأطباء أن الصوم راحة تحتاجها أجهزة الجسم والعمليات الحيوية لكي تستأنف نشاطها بفاعلية مرة أخرى. وقد أدرك بعض الأطباء في دول أوروبا هذه الفائدة فأخذوا ينصحون مرضاهم في بعض الحالات بالصوم.

وفي فترة الراحة التي يأخذها الجسم في شهر رمضان يستهلك المخزون الزائد من الدهون المتراكمة بالجسم والمسببة للسمنة وضيق الشرايين مما يجعل الجسم يفقد بضع كيلوجرامات زائدة ترد له عافيته. كما أنه يقي من كل مسببات السمنة، سواء كانت خللا في عملية الهضم، أو ضغوطا نفسية تدفع لتناول الطعام بكثرة، أو عدم الانتظام في مواعيد تناول الطعام. فكل تلك الأسباب المعروفة لزيادة الوزن تختفي في رمضان نظراً لطبيعة الحياة الصحية التي يفرضها الصوم بدءا بحالة من الطمأنينة تغلب على الإنسان وتقيه من التوتر، وتنظيم مواعيد تناول الطعام (وجبتا السحور والإفطار فقط في أوقات محددة) مما يؤدي إلى انتظام عملية الهضم وعمليات التمثيل الغذائي بالجسم.

ويساعد الصوم الجسم على التخلص من السموم المتراكمة في الخلايا سواء في الجهاز الهضمي والتنفسي أو باقي أجهزة الجسم. وهي السموم التي لم يتمكن من التخلص منها نهائيا في عمليات إحلال وتبديل الخلايا أو في عمليات الإخراج العادية (العرق - البول - البراز). وتتكون هذه السموم كنتيجة طبيعية للحياة غير الصحية التي يعيشها أغلب الناس أو للنظام الغذائي غير الصحي المنتشر في الوطن العربي. وبتخلص الجسم من تراكم هذه السموم يكون في وقاية أكبر من الإصابة بأمراض السرطان والتليف الكبدي. كما أنه يعيد للخلايا صحتها وللجسم عافيته وحيويته.

ونظراً لقلة الأطعمة غير الطبيعية التي تدخل الجسم في رمضان وعدم تعرضه للخلل الذي يصيب الجهاز الهضمي فقد وجد الباحثون أن عدد الأجسام المضادة للأكسدة تزيد في الجسم، ومضادات الأكسدة مواد تقضي على الجذور الحرة، وهي التركيبات الكيميائية التي تدمر أغشية الخلية وخلايا الجسم وترتبط بالإصابة بأمراض مثل تصلب الشرايين والسكري وأمراض القلب، والسرطان. ولأن هذه المواد المضادة للأكسدة هي أيضا مضادة للالتهابات، فهي تساعد على الحد من الإصابة بالربو والتهابات الجهاز التنفسي والتهاب المفاصل، والتهاب المفاصل الروماتزمي.

ولم يبالغ الأطباء حينما وصفوا صوم شهر رمضان بفترة راحة للجسم. فهو أيضا يمثل فترة راحة لمرضى القلب. ففي الأوقات العادية، تذهب نسبة كبيرة من الدم للجهاز الهضمي للقيام بعمليات الهضم مما يمثل مجهودا إضافيا على عضلة القلب غير السليمة. لكن في رمضان، يقضي الجسم نصف اليوم بدون عمليات هضم مما يريح القلب من ضخ كميات من الدم إلى الجهاز الهضمي مما يريح القلب أكثر.

ويؤكد الأطباء أن تلك المنافع وأكثر يشترط لحدوثها اتباع المسلم الصائم للحياة المتزنة المعتدلة والصحية التي تفرضها أجواء رمضان والعبادات، حيث الإقلال من تناول الأطعمة، وعدم الإفراط في الحلوى والمشهيات والمقبلات ومحاولة التزام الاعتدال في كل شيء.