مقدمة |
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أبو محمد القرشي التيمي، ابن عم أبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ من السابقين الأولين المعذبين على الإسلام وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر " واحد الستة أهل الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وأحد الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجبل فتحرّك بهم... صفته: وكان رضي الله عنه رجلاً آدم، حسن الوجه، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، ولا بالسبط، وعن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة قال كان طلحة بن عبيد الله أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعا هو إلى القصر أقرب، رحب الصدر، عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعا، ضخم القدمين، حسن الوجه، دقيق العرنين، إذا مشى أسرع، وكان لا يغير شعره، وأمه الحضرمية، اسمها: الصعبة بنت عبد الله بن عماد ابن مالك بن ربيعة، وقد أسلمت وهاجرت وعاشت بعد ابنها قليلا؛ روى الطبري من طريق ابن عباس قال: أسلمت أم أبي بكر، وأم عثمان، وأم طلحة، وأم عبد الرحمن بن عوف، ويكنى طلحة أبا محمد، ويعرف بطلحة الخير وطلحة الفياض... أولاده: كان له من الولد محمد وهو السجاد قتل معه يوم الجمل، وعمران، وأمهما حمنة بنت جحش، وموسى أمه خولة بنت القعقاع، ويعقوب قتل يوم الحرة، وإسماعيل وإسحاق أمهم أم أبان بنت عتبة بن ربيعة، وزكريا ويوسف وعائشة أمهم أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، وعيسى ويحيى أمهما سعدى بنت عوم، وأم إسحاق تزوجها الحسن بن علي، والصعبة أمهما أم ولد و مريم أمها أم ولد و صالح أمه الفريعة. متى ولد ومتى أسلم: قال موسى بن طلحة: كان علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله عذار عام واحد يعني: ولدوا في عام واحد، وقيل ولد سنة 28 قبل الهجرة، وعلى فرض صحة الرواية الأولى فالمشهور أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه ولد سنة 32 من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، أي قبل 10 سنوات من البعثة، أي سنة 23 قبل الهجرة، والزبير بن العوام رضي الله عنه ولد سنة 28 قبل الهجرة، وسعد بن أبي وقاص ولد سنة 23 قبل الهجرة ـ كلٌ على المشهور . ومن هنا فقد آثرنا أن نأخذ بالرواية الثانية، والتي لم نجد ما يعضدها في أي من المراجع التاريخية الأخرى ـ حسب اطلاعنا ـ إلا بعض مما في الرواية الأولى والتي فيها ما يؤيد وما يناقض؛ ومن هنا كان تاريخ طلحة بن عبيد الله كالآتي: أنه ولد سنة 28 قبل الهجرة. وأنه أسلم في بدايات الدعوة الإسلامية (أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام). كل الروايات تشير إلى أنه مات في جمادى الأولى أو رجب سنة 36 هجرية. تختلف الروايات التاريخية اختلافا بينا في سنه عند الوفاة إلى الحد الذي جعل ابن حجر في (فتح الباري) يحصرها بين (58) و (75) سنة، إلا أن الذي ارتأيته غالبا ومشهورا هو ( 64 ) سنة، ويقوي هذا الرأي ويؤكده تلك الرواية التي تقول إنه ولد سنة 28 قبل الهجرة. ومن هنا يكون عمره عند الإسلام على وجه التقريب بين الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين، والله أعلم. |
قصة إسلامه |
عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال قال لي طلحة بن عبيد الله حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم قال طلحة قلت نعم أنا فقال هل ظهر أحمد بعد قال قلت ومن أحمد قال بن عبد الله بن عبد المطلب هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء مخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرة وسباح فإياك أن تسبق إليه قال طلحة فوقع في قلبي ما قال فخرجت سريعا حتى قدمت مكة فقلت هل كان من حدث قالوا نعم محمد بن عبد الله الأمين تنبأ وقد تبعه بن أبي قحافة قال فخرجت حتى دخلت على أبي بكر فقلت أتبعت هذا الرجل قال نعم فانطلق إليه فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو إلى الحق فأخبره طلحة بما قال الراهب فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم طلحة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال الراهب فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد ولم يمنعهما بنو تيم وكان نوفل بن خويلد يدعى أشد قريش فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرنين ولم يشهد طلحة بن عبيد الله بدرا وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجهه وسعيد بن زيد يتجسسان خبر العير فانصرفا وقد فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال من لقيه من المشركين فلقياه فيما بين ظلل وسبالة على المحجبة منصرفا من بدر ولكنه شهد أحدا وغير ذلك من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين ولى الناس وبايعه على الموت ورمى مالك بن زهير رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فاتقى طلحة بيده وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب خنصره فشلت فقال حس حس حين أصابته الرمية فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو قال بسم الله لدخل الجنة والناس ينظرون إليه وضرب طلحة يومئذ في رأسه الصلبة ضربه رجل من المشركين ضربتين ضربة وهو مقبل وضربة وهو معرض عنه وكان ضرار بن الخطاب الفهري يقول أنا والله ضربته يومئذ فقال بن عمر وكان طلحة يكنى أبا محمد وأمه الصعبة ابنة عبد الله الحضرمي وقتل طلحة يوم الجمل قتله مروان بن الحكم وكان له ابن يقال له محمد وهو الذي يدعى السجاد وبه كان طلحة يكنى قتل مع أبيه طلحة يوم الجمل وكان طلحة قديم الإسلام صبره وتحمله: قال مسعود بن حراش: بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة فإذا أناس كثير يتبعون أناسا قال: فنظرت فإذا فتى شاب موثق يداه إلى عنقه فقلت: ما شأن هؤلاء؟ فقالو: هذا طلحة بن عبيد الله قد صبأ، وإذا وراءه امرأة تذمره وتسبه، قلت: من هذه المرأة؟ قالوا: هذه أمه الصعبة بنت الحضرمي قالو: وإن عثمان بن عبيد الله أخا طلحة قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصلاة، ويرده عن دينه، وخرز يده ويد أبي بكر في قد فلم يرعهم إلا وهو يصلي مع أبي بكر.. ولما أسلم طلحة والزبير آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما بمكة قبل الهجرة فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة وبين أبي أيوب الأنصاري. وقيل: لما قدم المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين كعاب بن مالك وكان قد آخى بمكة بينه وبين الزبير قبل الهجرة وكان لما آخى بين المهاجرين والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام حتى نزلت آية الفرائض " أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله"... في سبب عدم شهوده بدر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل أن يخرج إلى بدر طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار ثم رجعا إلى المدينة فقدماها يوم الوقعة ببدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما. وقال الزبير مثله. |
طلحة رضي الله عنه يوم أحد |
لما كان يوم أحد أبلى فيه طلحة بلاء حسناً وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وحماه من الكفار واتقى عنه النبل بيده حتى شلت إصبعه ووقاه بنفسه... عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد ارتجزت بهذا الشعر نحن حماة غالب ومالك نذبُّ عن رسولنا المبارك نضرب عنه اليوم في المعارك ضرب صفاح الكوم في المبارك فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال لحسان: "قل في طلحة" فأنشأ حسان وقال: طلحة يوم الشعب آسى محمدا على سالك ضاقت عليه وشقت يقيه بكفيه الرماح وأسلمت أشاجعه تحت السيوف فشلت وكان إمام الناس إلا محمدا أقام رحى الإسلام حتى استقلت يقي النبي صلى الله عليه وسلم بيده: عن قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت سلف النبي صلى الله عليه وسلم في أربع: كان طلحة سلف النبي في أربع كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر، وكانت أختها أم كلثوم بنت أبي بكر عند طلحة، فولدت له زكريا ويوسف وعائشة، وكانت عند النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، وكانت حمنة بنت جحش تحت طلحة بن عبيد الله، فولدت له محمدا، وقُتل يوم الجمل مع أبيه، وكانت أم حبيبة بنت أبي سفيان تحت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أختها الرفاعة بنت أبي سفيان تحت طلحة بن عبيد الله، وكانت أم سلمة بنت أبي أمية تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أختها قريبة بنت أبي أمية تحت طلحة بن عبيد الله، فولدت له مريم بنت طلحة.. الشهيد الذي يمشي على الأرض: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الصَّلْتِ وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ وَفِي صَالِحِ بْنِ مُوسَى مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِمَا كرمه: وأكرم العرب في الإسلام طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه، جاء إليه رجل فسأله برحم بينه وبينه، فقال: هذا حائطي - بستاني - بمكان كذا وكذا وقد أعطيت فيه مائة ألف درهم يراح إلى المال بالعشية فإن شئت فالمال وإن شئت فالحائط وقال زياد بن جرير رأيت طلحة بن عبيد الله فرق مائة ألف في مجلس وأنه ليخيط إزاره بيده..!! وقال قبيصة بن جابر: صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه. وعن الحسن أن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له من عثمان بن عفان بسبع مئة ألف قال: ثم حمله. فلما جاء بها الرسول قال: إن رجلا يبيت وهذه في بيته لا يدري ما يطرقه من الله لعزيز بالله قال: فجعل رسوله يختلف في سكك المدينة يقسمها فما أصبح وعنده منها درهم.. وعن طلحة بن عبيد الله أنه أتاه مال من حضرموت سبعمائة ألف. قال: فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته: يا أبا محمد مالي أراك منذ الليلة تململ أرابك منا أمر فنعتبك؟ قال: لا لعمري لنعم زوجة المرء أنت ولكن تفكرت منذ الليلة فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟ قالت: فأين أنت عن بعض أخلاقك؟ قال: وما هو؟ قالت: إذا أصبحت دعوت بجفان وقصاع فقسمتها على بيوت المهاجرين والأنصار على قدر منازلهم قال: فقال له: يرحمك الله إنك ما علمت موفقة بنت موفق وهي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم. فلما أصبح دعا بجفان وقصاع فقسمها بين المهاجرين والأنصار فبعث إلى علي بن أبي طالب منها بجفنة فقالت له زوجته: أبا محمد أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟ قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي قال: فكانت صرة نحو من ألف درهم كان طلحة بن عبيد الله يغل بالعراق ما بين أربع مئة ألف إلى خمس مئة ألف ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر وبالأعراض له غلات وكان لا يدع أحدا من بني تميم عائلا إلا كفاه مؤنته ومؤنة عياله وزوج أياماهم وأخدم عائلهم، وقضى دين غارمهم، ولقد كان يرسل إلى عائشة، إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف، ولقد قضى على صبيحة التميمي ثلاثين ألف درهم. ممن قضى نحبه: عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال دخلت على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة وهي تقول لأمها أسماء أنا خير منك وأبي خير من أبيك قال فجعلت أمها تشتمها وتقول أنت خير مني فقالت أم المؤمنين عائشة ألا أقضي بينكما قالت بلى قالت فإن أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار قالت فمن يومئذ سمي عتيقا ولم يكن سمي قبل ذلك عتيقا قالت ثم دخل طلحة بن عبيد الله فقال أنت يا طلحة ممن قضى نحبه. قال الحاكم في المستدرك: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه |
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم | ||||||||
يُعْلِم النبي صلى الله عليه وسلم بالسهو: عن معاوية بن حديج قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسها فسلم في ركعتين ثم انصرف فقال له رجل يا رسول الله إنك سهوت فسلمت في ركعتين فأمر بلالا فأقام الصلاة ثم أتم تلك الركعة وسألت الناس عن الرجل الذي قال يا رسول الله إنك سهوت فقيل لي تعرفه قلت لا إلا أن أراه فمر بي رجل فقلت هو هذا قالوا هذا طلحة بن عبيد الله هذا حديث بندار قال أبو بكر هذه القصة غير قصة ذي اليدين لان المعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه سها في هذه القصة طلحة بن عبيد الله ومخبر النبي صلى الله عليه وسلم في تلك القصة ذو اليدين والسهو من النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذو اليدين إنما كان في الظهر أو العصر وفي هذه القصة إنما كان السهو في المغرب لا في الظهر ولا في العصر وقصة عمران بن حصين قصة الخرباق قصة ثالثة لأن التسليم في خبر عمران من الركعة الثالثة وفي قصة ذي اليدين من الركعتين وفي خبر عمران دخل النبي صلى الله عليه وسلم حجرته ثم خرج من الحجرة وفي خبر أبي هريرة قام النبي صلى الله عليه وسلم إلى خشبة معروضة في المسجد فكل هذه أدلة أن هذه القصص هي ثلاث قصص سها النبي صلى الله عليه وسلم مرة فسلم من الركعتين وسها مرة أخرى فسلم في ثلاث ركعات وسها مرة ثالثة فسلم في الركعتين من المغرب فتكلم في المرات الثلاث ثم أتم صلاته. يبرك تحت الرسول صلى الله عليه وسلم ليصعد عليه: عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعدين في أحد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى جلس على الصخرة قال الزبير فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتى المهراس وأتاه بماء في درقته فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب منه فوجد له ريحا فعافه فغسل به الدم الذي في وجهه وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. دونكم أخوكم فقد أوجب: عن عائشة قالت قال أبو بكر رضي الله عنه لما صرف الناس يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أول من جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فجعلت أنظر إلى رجل بين يديه يقاتل عنه ويحميه فجعلت أقول كن طلحة فداك أبي وأمي مرتين قال ثم نظرت إلى رجل خلفي كأنه طائر فلم أنشب أن أدركني فإذا أبو عبيدة بن الجراح فدفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا طلحة بين يديه صريع فقال صلى الله عليه وسلم دونكم أخوكم فقد أوجب قال وقد رمي في جبهته ووجنته فأهويت إلى السهم الذي في جبهته لأنزعه فقال لي أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني قال فتركته فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه فجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله بفيه ثم أهويت إلى السهم الذي في وجنته لأنزعه فقال أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني فأخذ السهم بفيه وجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله وكان طلحة أشد نهكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم أشد منه وكان قد أصاب طلحة بضعة وثلاثون بين طعنة وضربة ورمية. أنا لها يا رسول الله: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ حَسِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ. بشارته بالشهادة: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهده فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
|